#‏ذاكرة‬ كاملة

0

غرفة رقم 401 مصحة الأمل لأمراض السرطان
اسمي عائشة فعمري 21 سنة كنقرا فالجامعة،السنة الثالثة، هاد العام كنت غنشد الاجازة ديالي ولكن مع المرض محال،
فهاد الفترة كنحس بلي القدر كيتفلى عليا، أشمن عائشة وانا فالمصحة ديال السرطان، عندي ورم فشي بلاصة من ذاتي، صراحة عندي فالرحم، أنا اللي درتها لراسي، كنت كنتعطل مكنبدلش الفوطة الصحية حيت كنكونt مشغولة فالقراية، ومكنتش عارفة المخاطر ديال الاهمال، ايوا هذا هو السبب، وحتى ملي كنت كنحس بالم كيخليني مكوفرة وسط الطريق بحال الصنم مديتهاش فيه ومعمرني مشيت عند الطبيبة ديالي، كان التهاب من بعد ولا ورم وانتشر فأنحاء ثانية من الجسم ديالي،
عاد كيف خرجات الممرضة من عندي، سميتها حليمة بحال الأخلاق ديالها، غير كنشوفها كنتفكر حلمي نولي طبيبة ونعاون الناس ونهتم بيهوم، نسمعلهوم ونحن عليهوم، فكل مستشفى كاين دواء مجاني وكيف كنقولو دقة بطلة، ولكن مكيعطيوهش لينا، معرفتش علاش، هاد الدواء هو الابتسامة، المريض كينسى الالم ايلا تلقيتيه بوجه مبشور وبنبرة هادئة، وكيزيد يمرض ملي كتغوت عليه ولا تهملو، حليمة كانت هي الاخت الكبيرة ديالي فهاد المصحة، كتحلف وتعاود بلي ماشي حيت هادي عيادة بالفلوس داكشي باش خدامة ولكن هي من قلبها كتأدي الأمانة، حليمة بدلاتني بزاف، كنعقل على أول ليلة ليا فالمصحة، جات فالليل لقاتني مزالة فايقة، كنت خايفة ننعس ومنفيقش فمرة، ولكن هي بقات معايا حتى وليت كننعس مزيان، وشوية شوية رضيت بالقدر أو وليت فرحانة بالابتلاء ديال الله حيت فيه مغفرة للذنوب،
فالمصحة ولاو عندي بزاف ديال الاصدقاء، فالسابق كانو قلال الناس اللي كنتشارك معاهوم كلشي ولكن هنا فالمصحة وليت كتاب مفتوح للنزلاء اللي معايا، كنا كلنا مقتنعين بحاجة وحدة: الحياة قصيرة بزاف، وداكشي باش مخصناش نعقدوها بشي حاجة سميتها غدا ولا الوقت، كاين غير اليوم وهاد اللحظة صافي، طلب السماحة دبا، توب واستغفر الله دبا، اتصل بصديق قديم دبا،اعترف بالحب دبا...،لوح عليك شي حاجة سميتها الكبرياء وتنازل وخا تفكر بلي كتنقص من قيمتك ولكن انت الوحيد اللي غتربح،
هنا فكل عشية كنتجمعو نهدرو على حياتنا وأسرارنا المحرجة وأمالنا وتمنياتنا، فجأة كتولي باغي تعاود كلشي عليك فمحاولة اخيرة باش تخلي أثر وتقول بلي نتا كنتي هنا واحد النهار، بحال فالحافلة ولا فالطاولات ديال المدرسة،، كيحملو اثار ديال ملايين الناس اللي كانو تما،
معايا فالغرفة السيدة ربيعة، امراة كبيرة فالعمر ديال الوالدة ديالي، نقلوني للغرفة ديالها حيت كتخاف من الوحدة، سمح فيها راجلها وجاها انهيار عصبي وبحال ايلا ولات عندها فوبيا من أنها تبقى بوحدها، ولكن أنا فاهماها هي كتخاف تبقا مع راسها، كتحاول تنسى راسها تنسى هاد ربيعة اللي تحولات ليها من بعدما سمح فيها راجلها، وبسباب الفقايص ولا عندها سرطان فعنقها، كانت استاذة وباينة فيها محبوبة، ديما تلاميذها كيجيو عندها باش يفرحوها، متبعة معاهوم دروسهوم وكتشرحليهوم، هي استاذة ديال الفيزياء ومعاها رجعت كنخدم دماغي وبديت كنساعد التلاميذ دياولها حيت بدات كتعيا من بعد ما بدا المرض كياكل فعمرها، فالليل كنسمعها كتألم وكانت كتكتم صوتها بالوسادة وانا كنبدا نبكي وندعي الله يخفف عليها وعليا حتى أنا وجميع المرضى اللي فالدنيا، فالغرفة اللي حدانا كاين دري وراجل كبير، الدري يلاه عاد جا للمصحة، فالليل كيبدا يبكي حتى هو ولكن هو كيغوت بالجهد، ماشي بالالم ولكن بالخوف، معرفتش واش غير بالصدفة حطونا جوج صغار مع جوج كبار ولا بلعاني باش يعلمونا بلي مكاينش فرق فالموت، بلي القبور ماشي غير ديال الكبار،
فالصباح كتكون المصحة عادية مكتبانش علينا واش مراضين ولكن فالليل عاد كيفيق الألم وكيبدا ياكل فينا واحد واحد، الألم كيجينا بحال شي وحش مخبي تحت السرير العالي اللي كيفرشك ابلا تقلبتي، حتى كيتطفى الضو عاد كيخرج، والموت مكتجيش بزاف، حتى هي مراضياش بالخدمة ديالها، مكتبغيناش نشوفوها وهي كتخنق شي واحد وكتمص روحو، هي كاينة فالطابق السفلي معمرني نزلت لتما باش نشوفها كيف دايرة ولكن اللي عارفة انه من نهار جيت اللي نزل مكيرجعش، كيرجع غير فراش جديد كتغطى بيه بلاصتو، حتى أنا ناعسة دبا فبلاصة شي واحد كان هنا ومات، وخا مكنعرفوش ولكن عزيز عليا وديما كندعي الله يرحمو ويرحمني حتى أنا ملي نموت،
يا الله! اليوم جا واحد الشاب بحال كل يوم جمعة يقرا لينا القران، ونهار الاحد غتكون المسيرة الخضراء، ذكرى الناس اللي معمرهوم يموتو حيت ساكنين فذاكرة الوطن، انا بحالي بحال جميع المرضى مخيفينش من الموت، خايفين من النسيان، داكشي باش كنكتب هاد اليوميات وعندي فكرة اني ندفنهوم فشي بلاصة ومن بعد سنين من الموت ديالي يحفر شيواحد ويلقاهوم و يقراهوم ويترحم عليا، بغيت نبقى حية فالذاكرة
الجزء الثاني من: "في الذاكرة"
الجمعة 11 نونبر 2011 الساعة 21:16 مساءا
داز دبا شهر ونص على دخولي للمصحة، فاش لقيت راسي مزال مامت بدا كيزورني الأمل مرة مرة وقررت نرجع نطل على العالم الخارجي اللي قطعت معاه الاتصال، طلبت من ماما تجيب ليا الحاسوب ديالي أو واحد الكرتونة كنخبيها فالمجر ديال المكتب فالبيت ديالي، فيها كتاب للذكريات شريتو قبل اربع سنوات ومقدرت نكتب فيه حتى كلمة من غير التاريخ، ربما هو بقى خاوي من أجل هاد اللحظة، وصورة ديالي وانا فعمري ستة أشهر،عزيزة عليا ديك الصورة بزاف، علبة فيها تذكارات وازهار ذابلة واوراق اشجار من مدن مختلفة، صدايف ولا خواتم مهرسين لاحهوم البحر قلادات ومقابط وخا معندهوم قيمة دبا حيت شعري قلال، حلقات وكاس مرسوم فيه جمل وقريعة ديال الزاج فيها طبقات من التراب بألوان مختلفةأشياء كنت كنجمعها بلا منعرف علاش يمكن حيت كنت كنحاول نعمر الفراغ اللي فيا بأي حاجة، جابتهوم ماما وكانت فرحانة حيت لاول مرة من بعد مدة كنهدر معاها وكنطلب منها هاد الطلب اللي شجعاتني عليه حليمة،
فتحت الحاسوب ديالي باش نتكونيكطا وعاد تفكرت بلي معنديش انترنيت، معرفتش علاش نسيت هادشي، ملقيت مندير بديت كنتفرج فالصور ديالي مع العائلة والأصحاب، حسيت بلي مشفتهومش من قرن، حتى واحد فيهوم معارف بالمرض ديالي، رفضت يعرفو وخليت ماما تحلفلي بلي مغتقوليهوم حتى حاجة، دبا هوما كيظنو بلي أنا كنتفاداهوم حيت فكل مرة كيسولو فيا كتقولهوم ماما خارجة ولاناعسة ولا مزال مفاقت ولا نعسات بكري....،
فاش جات حليمة قلت ليها بلي مقدرتش نتكونيكطا، قالتلي معليش دبا نلقالك شي حل. فالغد جات وداتني معاها لمكتب الدكتور سليم، كنحشم منة بزاف حيت ضريف وبشوش وكيبدا يسولني بزاف ومكيتعاملش معايا برسمية، هو اللي علمنا بلي الحياة بسيطة غير حنا اللي عقدناها، لقيتو كيجمع شي وراق من المكتب ديالو، كان كيخويلي البلاصة فين نجلس، شاف فيا وضحك وقالي: وهانتي كنشوفي الالة عائشة معمرني عرفت بلي عندي الانترنيت هنايا وبدا كيضحك، يلاه ادكتورة جلسي نشوف واش جا معاك المكتب ولا جيتي بوحدك، قلتلو لا جات معايا حليمة، دكتور سليم شاب رائع كيعطي كل ما فجهدو باش ينسينا الالم ديالنا، كلنا كنبتسمو فاش كنشوفوه وكنتفكرو الدعابات ديالو وهو اللي سمح لينا نبداو نتجمعو كل عشية فواحد القاعة خواها وجهزها لينا، وهو اللي كيدير المستحيل باش نحسو بلي راحنا فديورنا،
الحوار والكلام هو الحاجة الوحيدة اللي كتفيدنا هنا، كنعالجو نفسيتنا أولا عاد كندوزو للعلاج الكيميائي،
اتصلت بالانترنيت وفتحت الفيسبوك وانا قلبي كيرجف حيت مقدراش نقول لصحابي فين أنا خصوصا انهم سولو عليا وقالت ليهوم الوالدة ديالي بلي انا مسافرة، كنت بليدة بعدت عليا صحابي باش ميشفقوش عليا، هنا تعلمت بلي ما كاينة شفقة، هاد المواقف كتخرج منك المشاعر الصادقة ديال الحب والحزن والمساندة، كلشي كيولي حقيقي قدام الموت، لقيت بزاف ديال الرسائل كلهوم كيسولو عليا وكيخبروني بمواعيد الفحوص والامتحانات وصحباتي القراب سجلولي ملاحظات وكيطلبوني نرجع حيت هذا ماشي الوقت ديال السفر والمساريات، مقدرتش نجاوبهوم كاملين وكتبت فالحائط ديالي: "صحابي العزاز كنعتذر حيت كذبت عليكوم وقلت بلي انا مسافرة، انا راني فالمستشفى هادي شهر ونصف تقريبا، كنتمنى تزوروني فالغرفة401 جناح أمراض السرطان مصحة الأمل. عفاكوم متقلقوش راني لاباس عليا." كانو وحدين اللي راسلوني فالحين واطمئنو عليا وعاتبوني حيت خبيت الموضوع واخرين حتى لمن بعد عاد شافو الاشعار ديالي، فالغد كانو كاملين قدامي فالغرفة كيبكيو وكولهوم حزينين وانا كنت سعيدة حيت اكتشفت شحال من واحد كيبغيني بلامنعرف، بقيت كنطمنهوم على حالتي وكنصبرهوم او وليت انا اللي كنت خايفة من النعاس فاول نهار كنهدر على الامل ورحمة الله وبلي الموت علينا حق، بقاو شوية ومشاو وبقات صاحبتي المقربة انعام واقفة كتشوف من السرجم وعاطياني بالظهر، عرفتها مقلقة مني ومبغياش تغوت عليا حدا الناس المراض، عيطت ليها بسميتها وهي تبدا عليا بالمعيور، قالتلي: نتي كذابة، وهمتينا بلي حنا صحابك وخبيتي علينا المرض ديالك، كون متي بلامنشوفوك شنو غيوقع لينا، الناس كيقربو من حبابهوم فبحال هاد الاوضاع ونتي؟ هربتي منا بكل بساطة وجاية كتقولي بكل برودة اجيو عندي للمصحة ديال السرطان، كنا غنموتوحنا قبل...، مقدراتش تكمل وانا مقدرتش نحبس دموعي جات كتجري عنقاتني وبدينا كنبكيو دخلات ماما لقاتنا هاكاك بقات كتبكي حتى هي. مسحات انعام دموعها وقالتلي: شوفي من دبا الفوق خبارك يكون عندي الأول فالأول، يا ويلك اذا خبيتي عليا شيحاجة، مسحاتلها ماما على كتفها وقالت ليها متقلقيش راه حتى العائلة مفخبارهوم والو، دارت عندي عطاتني ضربة لراسي وهزات صاكها وخرجات وهي كتقول اللهم طولك ياروح. كتحماق على المسلسلات المصرية،
يتبع.....
الجزء الثالث من قصة: "في الذاكرة"
الثلاثاء 29 دجنبر2011 الساعة 10:15 صباحا
دازت مدة طويلة مكتبتش فيها، كنت حاسة بالحزن والمرض بدا كيزيد وليت كنحس بلي انا بصح مريضة بالسرطان، الألم ولى صديقي الدائم دبا، امكن الدوا هو السبب، ولا ربما غير أوهام، معرفتش علاش الدكتور سليم مكيبغيش يهدرلي على الحالة ديالي، من حقي نعرف، على الاقل نفهم شنو السبب ديال حالتي، شنو المرض ديالي، نقلب عليه نقرا عليه، نرتاح شوية فنفسيتي،
من بعد ما اعترفت لصحابي بالمرض ديالي ولاو كيزوروني وكيتناوبو يونسوني والحائط ديالي ولا عامر بالأدعية والتمنيات بالشفاء العاجل، هداك المنشور اللي كيهدر على الحالة ديالي ومكاني مخليتش واحد الانسان يشوفو، واحد الشاب كيقرا فالكلية ديالي وفنفس المجموعة ولكن مكيعرفنيش وحتى أنا معرفتو غير بالصدفة فاش سمعتو كيعطي الاسم ديال الحساب ديالو لواحد الصديق، كنا كنهدرو دائما ولكن مكناش عارفين شنو نوع العلاقة اللي بيناتنا، مكانتش ملامحها واضحة، مرة قراب مرة بعاد مرة مخاصمين مرة كنحلمو بجوج، مرات كنتقلق من كلامو ومرات مكيهمنيش الراي ديالو، ولكن شي حاجة كاينة مدام مبغيتوش يعرفني ونكتفي بمراقبتو من الطاولة اللي وراه، ملي كنت مريضة وداز شهر و تقطع الكلام بينا، تقلق مني وكان كيظن بلي قلبت عليه، وداكشي باش مراسلنيش ملي تكونيكطيت، تنازلت انا وارسلت ليه رسالة ومن بعد مدة طويلة ديال الاجوبة الجامدة سولني فين غبرت وعلاش كلشي كيدعيلي بالشفاء، قلتلو بلي غير مريضة شوية وصافي،تيقني لمدة ولكن واحد النهار كان الدكتور سليم الله يكثر خيرو ربط المصحة بخدمة الانترنيت وطلق لينا الواي فاي او وليت قادرة نرتبط بالشبكة من الهاتف ديالي، وحيت كانت ختي كتستعملو فالفترة السابقة بدلات فيه شي اعدادات او ولى كينشر اي صورة صورتها مباشرة فالفيسبوك، كنت خرجت للجردة وصورت الباب ديال المصحة وخديت سلفي وانا لابسة ملابس المصحة وبطبيعة الحال هو شاف دوك الصور وانكشف المرض ديالي،كان عقلو غادي يخرج فديك اللحظة,طلب من صاحبو الكود ديال الفايس ديالو ودخل بيه للحساب ديالي ولقى شحال من حاجة محضور منها هو، الاشعار بالمرض ديالي، يومياتي فالمصحة وبزاف ديال الامور مشافهومش، وبطبيعة الحال كاينين حاجات اخرى اخطر كنتشاركها غير مع صحابي القراب، فديك الفترة المرض ديالي بدا كيتطور وفكر الاب ديالي فالعلاج الكيميائي لكن الدكتور سليم قرر ياجلو حتى لبعد اخر محاولة ديال الاستئصال بالجراحة، كنت خايفة ومخلوعة حيت لأول مرة غادية ننزل لتحت فين كاينة الموت، انا دبا غنشوفها كيدايرة، غنشمها وغنقيسها، بالرغم من تشجيع الطاقم الطبي والعائلة مرتحيتش ولكن حليمة طلبات هداك الشاب اللي كيزورنا كل جمعة يجي يقرالي القران شوية، فاش وصل بمجرد ما لمحت القران فيدو نزلات عليا واحد السكينة غريبة، فتح القران واختار سورة البقرة وبدا كيقرا:" يا أيها الّذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين، ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون، ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"، بقا كيعاود هاد الايات حتى رتاحيت وكولشي بدا كيردد انا لله وانا اليه راجعون، فاش وصل النهار ديال العملية كانو صحاباتي كيدوزو الامتحان وقبل العملية ارسلت رسالة لانعام، تخلعات وغوتات على الاخريات اللي مفرقين فالمدرج كتقول"عائشة دبا داخلة للعملية" ناضو كيجريو حطو الاوراق عند الاستاذ بلا ميفكرو وخرجو كيجريو فذهول الطلبة والمراقبين، تبعهوم ربيع حيت حس بلي الامر كيتعلق بيا، لحقهوم وقالهوم بلاتي انا غادي معاكوم، معرفوهش شكون هو ولكن مقدروش يسولوه حيت التعابير اللي فوجهو جاوبو على جميع أسئلتهم، فالمصحة كنت كنتوادع مع عائلتي، جاو يشوفوني مقدراتش ماما تبقى مخبية عليهوم كثر،
وصلو صحباتي لقاوني لابسة اللباس ديال العملية، ساعداتني حليمة ننعس فالسرير ودفعاتو بيا، وانا خارجة من الغرفة شفت ربيع واقف فالممر صفر وقريب يطيح وملي هز عينيه وشاف فيا قلبي كان غيسكت قبل العملية، دورت وجهي مبغيتش نشوف فيه، سمعتو نطق سميتي بصوت طاغي عليه الضعف وغالبو الالم ولكن حليمة بقات دافعة السرير هي والممرض المرافق ليها، فغرفة العمليات طفاو الضوء ودارولي القناع ديال البنج وشعلو المصباح القوي اللي فوق راسي بقيت كنشوف فداك الضوء وكنسمع صوت الدكتور سليم كينقص مع كل شهيق وزفير حتى تسدو عيني، لقيت راسي واقفة فواحد البيت مضلام وقدامي شاشة كيدوزو فيها صور وأحداث من الماضي ديالي، حياتي كاملة كدوز قدامي فديك الشاشة من نهار تزاديت حتى للحظة اللي كنشوف فيها غير الضوء ديال المصباح، كيدوزو قدامي صور عائلتي كاملة والناس اللي كنعرف بحال ايلا جاني نزيف ديال الذكريات، وقفات الشاشة فوجه ربيع وهو صفر ومخلوع وصوتو ملي عيطلي "عائشة" بدا كيبعد والشاشة بدات كتظلام مبقيت كنشوف والو، بان لي واحد النفق فالاخير ديالو كاين الضوء، بقيت تابعاه حتى خرجت فواحد الغرفة مضوية بزاف والضو اللي فيها مجهد وكيعمي،مكنشوف والو، كنسمع غير صوت خرير الماء بحال ايلا قريبة من شي جدول ولا شلال وصوت أطفال صغار كيضحكو وكيقولو "عائشة مزالة غتعيش" حسيت بالبرد فالجسم ديالي وبديت كنسمع الصوت ديال الدكتور سليم كيعطلي.
يتبع.......
الجزء الرابع من: "في الذاكرة"
حليت عيني شفت عائلتي واقفين مخلوعين بداو كيسلمو عليا ودوزو مدة كيهدرو معايا، شوية طلب منهوم الدكتور سليم يخليوني نرتاح، فاش مشاو فحالهوم جا عندي قالي شنو شفتي فاش كنتي فالعملية راه جميع الناس الي كيقربو للموت كيشوفو شي حاجة من داك العالم ونتي راه وقف القلب ديالك لمدة 30ثانية ورجع خدم باذن الله، داكشي باش كان خاصنا نكملو العملية بسرعة ومقدرناش نحيدو الاورام كاملة، قلتلو: انا مزالة غندير عملية ثانية؟ قال: اه ان شاء الله، فاش عاودتلو شنو شفت فرح وقال خير انشاء الله، فالليل مقدرتش ننعس بقيت كنفكر بلي انا عاوتاني غنتعرض للموت ولكن تفكرت ديك البلاصة اللي شفت وفنفس الوقت تمنيت لو اني مرجعتش. "واش هاديك هي الجنة" قلتها بصوت عالي، جاوباتني خالتي ربيعة أستاذة الفيزياء اللي معايا فالغرفة، هديك ماشي الجنة، هديك غير غرفة كتطل عليها، كون متي كون دخلتي للجنة ولكن نتي رجعتي، سعداتك هادي بشارة ليك،كملي فحياتك وجمعي حسنات اكثر وعنداكي ردي بالك من السيئات، قلتليها الحمد لله مكندير حتى حاجة اللي تغضب الله، قالتلي ولكن راكي كتقطعي قلب انسان بلا سبب، فديك اللحظة قلبي تزعزع ورجف الجسم ديالي وعاد حسيت بالألو ديال الخياطة، تفكرت ربيع وسولتها فين هو، قالتلي راه مشى حيت تعطلتي مفقتيش، شتي ابنتي علاش الله دار حدود بين الجنسين؟ باش ميتجرحو مشاعر ميتقطعو قلوب، جاتني البكية وتأكدت فديك اللحظة ان ربيع كيعنيلي بزاف فهاد الدنيا وانا كتعنيلو كثر من هاد الدنيا،
فالصباح جاو البنات يفطرو عندي وجلسو كيعاودولي على الخلعة اللي طيرت منهوم، انعام كتشهق بالضحك على القربالة اللي نوضو فالمدرج واسماء تفكرات ربيع اللي تبعهوم كيجري، شافت فيا انعام بحال شي محقق وقالت: شنو درتي للسيد كان غيموت لينا فالطريق، حاولت ندير راسي مكنعرفوش ولكن انعام ماشاء الله عليها عارفة كولشي، نقزات أسماءقالتليها تلقايها غي كلاتو فشي سيمانة ديال القهوة والبتيبان وخاف تموت بلا متخلص الدين،يشدو عادل(المسؤول على مقصف الجامعة) يهرسلو راسو، هزات انعام الهاتف ديالها وحطاتو قدام عين اسماء، شهقات اسماء: ويلي تعطلت، هادي اخر فرصة ليا الا مفاليدتش مشات ختكوم فيها، خرجات وحنا كندعيو معاها، بقات معايا انعام كتشوف فيا بحزن، قلت ليها: مالكي؟ قالتلي: معرفتينيش مالي راه كتأثر فيا الرومانسية، قلت: رومانسية مسقية بالموت، ضرباتني لراسي عوتاني وقالت: انا عارفاك كتعرفي تعبري، يلاه عندك جوج دقايق فكري فيهوم فعلاقتك مع ربيع وعاوديلي عليها، بقيت كنفكر، كنقلب فالداخل ديالي على شي حاجة سميتها ربيع ولكن كنحس عير بالحزن حيت غنمشي ونخليه بحالو بحال انعام و اسماء وعائلتي، حركت راسي باش نطير هاد الافكار من راسي وخنزرت فانعام:خليني عليك شمن ربيع ولا صيف، انا خليني دبا غير فالمرض ديالي،قالتلي: شوفي يا ديك الحمقة،انا متأكدة بلي الوحيد اللي يقدر يشافيك هو داك القليب ديالك، خليه يضرب شوية خليه يعيش، قلتليها: نخليه يعيش! شحال؟ شهر؟ سيمانة؟نهار؟ ومن بعد نموت، قالتلي:نتي مغتموتيش حيت نتي أصلا ميتة، واش كل مرة كتقتلي قلبك ومشاعرك كيفاش بغيتي حالتك تتحسن؟شوفي غير وجهك كيف ولى، صفر تقول خارجة من القبر، وفيك ريحة الموت ديري شي بارفان على الاقل باش تزورك الحياة، باش بغيتيني نحلف باش تصدقي بلي كيبغيك، انا عارفاك كتبغيه غير خايفة من المستقبل، اش دنا حنا نفكرو فشي غدا ولا بعدو فكري غير فاليوم وفهاد اللحظة، جبدات انعام تلفونها وصونات على شيواحد معرفتش شكون ولا كيفاش قطعات الحديث ديالنا باش تتصل بيه، "سلام خويا.....انا انعام.....انا فالمصحة دبا.....صافي وخا تفضل.." شدي سي واحد بغا يهدر معاك. شكون؟ منعرف غي هدري وعطاتني التلفون، قربت التلفون من ودني قبل منقول الو سمعت سميتي نفس الصوت اللي عيطلي قبل العملية بنفس الالم والضعف. فجاة يدي هربات لقلبي حيت بغا يخرج من بلاصتو، ترعدات ذاتي كاملة وبديت كنبكي، حايداتلي انعام الهاتف وكملات الهدرة مع ربيع، فديك اللحظة دخل الدكتور سليم لقاني مكورة بحال الجنين وكنبكي معرفتش كيفاش ولكن هو جرني عندو وعنقني، بقات انعام مصدومة كتشوف فينا وخرجات كتجري، دخلات خالتي نعيمة وعاد طلقني الدكتور سليم ملس عيطاتلو: سي سليم صباح الخير، مالك يا عائشة؟ والو اخالتي ربيعة غير كنفكر فالناس اللي غنخليهوم، د سمير طلعلو الدم من كلامي وخرج بلا ميشوف التقرير ديال الحالة ديالي، بقيت كنقلب على انعام معرفتهاش علاش هربات بديك الطريقة، بقات خالتي ربيعو كتعاودلي على شي راجل حتى هو رجع من الموت وعودليهوم بلي شاف عائلتو اللي ماتو وبلي كان حزين حيت رجع للدنيا وكل ليلة كان كيدعي الله ياخد روحو باش يرجع عند حبابو وبعد مدة مات، وانا دبا ناعسة فبلاصتو، بديت مننزعج من الخالة ربيعة، حالتها ولات فشكل مبقاتش كتراعي المشاعر ديالي،ولا ربما حيت شافت د سليم معنقني، معرفتش علاش هي منحازة لربيع بزاف، داز بزاف ديال الوقت وعاد رجعات انعام، قلتلها فين مشيتي؟ بقات ساكتة شوية عاد هدرات، ربيع كان لتحت وخفتو يطلع يشوفك معنقة الدكتور، تعصبت وقلت: اجي نتي بعدا شكون عطاك الحق تتحكمي فحياتي؟ عطاتهالي 16 سنة ديال العشرة، قربات عندي غطاتني وقالتلي حيت انا صاحبتك غندير كثر من هادشي غير تسناي مغتهنايش مني وخرجات وخلاتني كنضحك، غريبة هاد انعام معندهاش كرامة، لا انعام عندها قلب كبير، مكتديش على الناس فلحظة غضب، كتسمع غير الكلام اللي عجبها واللي محتاجاه، وخا تسبها تقوليك شكرا هي اللي عارفة بلي الدنيا ممسالياش لينا باش نبداو نحللو فكلام الناس ونقلبو شنو الغرض منو، صافي عيش ومتحضيش وخلي الهدرة تدوز، غادي تمرض غير راسك ومغيجيكش النعاس فالليل، انعام راسها خاوي من الدنيا غير كتحط راسها على الوسادة كتمشي وداكشي باش مسميينها الخنشة دالنعاس،
يتبع.....
الجزء الخامس
السبت6 اكتوبر2012
مبقيتش كنتفكر نكتب فهاد الكتاب ربما حيت دبا ولا عندي امل كبير فالحياة والسبب هوما دوك الاطفال اللي فالجنة واللي كيقولو عائشة مزالة غتعيش وانعام اللي نصحاتني منبقاش عايشة دور المريضة ونقلب على الحياة وقلبي اللي رجع للحياة واهم حاجة هي ان الدكتور سليم جاه عرض عمل من امريكا وقرر يديني معاه باش نتلقى العلاج الكيماوي. المهم نكمل منين خليت الاحداث فاش خرجات انعام. دبا داز بزاف ديال الوقت وربما نسيت بزاف ديال التفاصيل.
المهم قررت نعطي فرصة لقلبي كيما قالت انعام وقررت نتصل بربيع حيت لقيت ورقة فيها رقم الهاتف ديالو حطاتها انعام فالكتاب اللي كنقرا كل ليلة. صونيت عليه وبطريقة غريبة كنا قراب من بعضنا وكنهدرو براحة كبيرة اصلا حنا كنعرفو بعضياتنا من وقت طويل. فالغد جا لعندي للمصحة ومن بعد ولا كيدوز معايا وقت طويل فالغرفة ولا القاعة المخصصة للمرضى ولا فالجردة. واحد النهار وانا خدامة كنعاود لحليمة على شنو قالي ربيع دخل الدكتور سليم وقالي بلي غادي يديني لامريكا باش نتعالج . قلتلو علاش ننبقاش فالمغرب راه كاينين امكانيات ولكن بابا دخل وقالي صافي كلشي واجد وغادي تسافري فاقرب وقت. معرفتش واش نفرح ولا نبكي. انا عاد بديت علاقتي نع ربيع ودبا خاسنا نتفارقو.لو مكانش المرض ديالي كنت غنقول بلي غير بغاو يفرقوني على ربيع لان العلاقة ديالنا متفهماتش لعائلتي بحكم الفرق الاجتماعي ودوك الاوهام ديال الطبقات البورجوازية.مع ان الاسم ديالي معندوش صلة بالحياة اللي انا عايشاها. فديك اللحظة مديتهاش فالحدس ديالي ولكن دبا من بعد مدازت سنة و تشافيت ومزالة محبوسة فامريكا مع الدكتور سليم الاتصال اللي نقص بيني وبين ربيع وبعد خمسة اشهر انقطعات الاخبار ديالو. دبا عاد توضحو بزاف ديال الامور ولكن معرفاش شنو يكون واقع فالمغرب.
نرجع بيكوم عوتاني للماضي. جالسة انعام قدامي معرفاش شنو تقول بحالي وربيع جالس فكرسي حدا السرجم وحاط راسو بين يديه. هدوء غريب.حنا ساكتين ولكن قادرين نسمعو افكار بعضياتنا حيت العلاقة اللي كتربطني بهاد الجوج خلاتهوم يعرفوني فاش كنفكر بلا منهدر. انعام هزات راسها شافت فيا فهماتني وخرجات. هز ربيع راسو وبقا كيشوف فيا وكيقولي بعينيه: شنو غندير معاك.نجيت فين نتلاقاك حتى غنتفارقو. كنت معنقة الوسادة ودموعي غلبوني وبديت كنبكي. تاض جلس حدايا وعنقني لاول مرة وفديك اللحظةحسيت بالحزن حيت الدكتور سليم سبقو. قال: صافي متبكيش. امريكا هاهية غير فالدورة .واش عندهوم الانترنيت. بديت كنضحك. قلتلو:لا محال هوما مزال نوصلو للتقدم ديالنا.قالي:المهم ملي تمشي ايلا لقيتي الانترنت بيناتنا الفيسبوك. دازت يوماين. لبست حوايجي اللي مشفتهومش من مدة وخرجت. فالباب كان واقف واحد الوفد باش يودعني. اسماء هازة كرتونة قالتلي كل واحد جابلك شي حاجة باش تتفكريه. كنا بغينا نكتبولك فدفتر الدكريات ههه ولكن هاد الطريقة قدامت . ولكن بالمقابل ملي ترجعي تفكرينا بشي حاجة من نيويورك. قلت:اهاه هي هادي دبا غير رشوة. وخا يا لالة ميكون غير خاطركوم. عنقاتني انعام وقالتلي شوفي ملي ترجعي بغيت نشوف عائشة وحدة اخرى اتفقنا؟ ركبت فالسيارة ديال الدكتور سليم سيارة بابا تابعانا معاه ماما وخالتي وخالي وجداتي. وصلنا للمطار ودعت عائلتي وملي تجاوزنا المراقبين ودخلنا للممر المؤدي للطائرة قبطلي الدكتور سليم فيدي وفديك اللحظة عرفت بلي كاينة شي حاجة .انطلقت الطائرة فالعشرة دالصباح ووصلنا لنيويورك مع الحداش مع العلم اننا دوزنا ثمانية دالسوايع فالرحلة. وصلت للمطار لقيت سيارة اسعاف فالانتظار ديالي وداتني مباشرة لمركز سلوان كيترين فمنهاتن . تما دارولي تحاليل وحددو الحالة ديالي وبعد فترة مبقيتش عاقلة شحال ديال الوقت بديت العلاج الكيماوي. وليت كنسمع غير الانجليزية وكنهدر غير بالانجليزية اما العربية كنهدر بيها غير مع راسي ولا مع هاد الكتاب . بدا العلاج الكيماوي.ا لكتور سليم وقف معايا وساندني. الالم كان فظيع لدرجة ان العلاج بحد ذاتو اسوء من السرطان وليت قرعة. اه كيطيحلي شعري هي قرعة. وليت بحال خالتي ربيعة معرفتش شنو اخبارنا. وليت بحالها مكنزوقش الهدرة بيض هو بيض وكحل هو كحل. ربما قوة الزواق هو اللي خلى الحياة تكون معقدة وكنبقاو غادين ومجليين فمتاهات حنا اللي كنرسموهوم ومعمرنا نقدرو نخرجو منهوم. كننصحكم حايدو عليكوم شي حاجة سميتها الزواق. صافي الحرام حرام والحلال حلال والخير خير والشر شر والكره كره والحب حب باراكا من النفاق والصباغة والسطل والشطابة.
الدكتور سلين بصح وقف معايا ولكن هو كان كينتظر مقابل ومن تلميحات الوالدة ديالي فالهاتف عرفت ولا فهمت علاش ركبت مع سليم فالسيارة. الوالدين كيبغيو يتحكمو فحياة اولادهوم وكيبداو يرسمولهوم سجن بلاميحسو وهوما كيظنو بلي كيديرو المزية. سليم فنظر الناس شاب كامل وزوين ومثقف وعندو ميقول وعندو مكانة فالمجتمع ولكن هو معندوش مكان فقلبي.القلوب دائما كيكونو عكس معايير العالم اللي عايشين فيع. عكس التوقعات ديال الناس وديالنا حتى حنا.حتى انا توقعت نبغي الدكتور سليم بحال فالمسلسلات ولكن مبغيتوش. مزادش شي شعور على الاحترام والتقدير.مكانتش عندي امكانية باش نتواصل مع ربيع. قلتلو بلي حنا متقدمين على امريكا ولكن متيقنيش. وليت كنطلب ماما تلقالي شي طريقة باش نتواصل معاه ولكن مبغاتش وعرفت الخطة اللي كيرسمولي مع سليم باش يبعدوني عليه. ولكن صديقتي انعام نعمة الله ليا بقات حاطة على ماما حتى سرقاتلها نمرتي فامريكا وعطاتها لربيع واحد النهار اتصلو بيا بجوج وفرحوني بزاف وعاودت ليهوم على الخطة ديال الوالدة ديالي وطلبت من ربيع يتسناني حتى نرجع للمغرب. دازو خمسة اشهر. كانو قلال المرات اللي قدرت نتواصل فيهوم معاهوم. كانو مساكن كيجمعو باش يتصلو بيا لامريكا. عرفت من بعدما انقطعت الاخبار ديال هاد الجوج بلي ربيع ولا ضابط فالشرطة وانعام كدير التكوين ديال الاساتذة. والام ديالي زادت واحد الكديبة وقالتلي بلي تزوجو.درت راسي تيقتي وبقيت كنساين يتصلو باش نعرف الجديد ديال حياتهوم.دازت ستة اشهر على انقطاع اخبارهوم. دبا بريت من السرطان مزالة غنموت ولكن ماشي بالسرطان.مزال سليم مقدر يقولي حتى حاجة. انا مخليتوش حيت محدو مزال مخرجها من فمو فانا فايتاه بعدة مراحل ومزالة بعيدة عليه. انا وياه ساكنين فشقة من بعد ما خرجت من المستشفى. وحيت غنبدا نقرا عندي الحق نبقا هنا اضافة ان سليم هو اللي كافلني حيت هو عندو الاقامة حيت تزاد فامريكا وكبر فيها . هادشي عرفتو من بعد ما داني نشوف فين كان عايش وفين مدفونين والديه. كنت باغية نلتزم ونلبس لباس شرعي حمدا لله على الحياة الجديدة اللي وهبني ولكن سليم رفض حيت مبغاش يعرفونا الناس مسلمين. مزال كاين خوف وتوتر فامريكا من بعد احداث 11 سبتمبر واكتفيت بالحجاب العادي. الغربة والوحدة كتخليك تقرب من دينك ومن ربك اكثر وكان المشكل اللي مكيخلينيش ننعس هو السكن ديالي مع سليم فنفس البيت بلاميكون بينا عقد شرعي.وديما كنت كنخاف من افكارو. بديت كنهرب من الدار وكندوز وقتي كامل فمركز اسلامي قريب ليا. تماك تعرفت على ديني اكثر ومن ناس اللي جداد فالاسلام. قمة الاحراج ملي يكونو كيتوقعو منك شحال من حاجة ويلقاوك لا علاقة. كانو كينتظرو مني نكون حافظة القران كامل بما اني 22 سنة وانا مسلمة ولكن انا حافظة غير سور قلال حفظتهوم بالعصى من عند جدي اللي كان محافظ وغير دخلت للمدرسة الخصوصية مبقيت عاقلة على والو. علاقتي بربيع ولات هنى كتسمى بالزنا وانا تما كنت كنسميها حب وتفاهم ومشاعر وحياةللقلب. بصح حنا ولينا كنزوقو الحرام ونقادوه ونقولو لا راه كدا وكدا وعادي وغير شوية ومرة مرة. المهم انا كنت العربية الوحيدة اللي كتدوز الوقت ديالها كامل تما في حين شي عرب كيبانو غير مرة مرة. واحد النهار وصلني سليم للمركز وشافوه الاخوان والاخوات وحيت هو عينيه وتصرفاتو فاضحينو ظنو انه الزوج ديالو وعرضونا للعشاء عند واحد الاخ باكستاني وتما عرفوبلي ماشي راجلي وبلي ساكنين فدلر وحدة بلا عقد شرعي. كان باين عليهوم الاستياء. حاولات واحد الاخت تساعدني وبالتخبية من سليم وليت كنقري لولادهوم العربية وكيخلصوني باش نقدر نسكن بوحدي ولا مع شي اخوات.ومنبقاش مع غريب فنفس الدار.
بدات الدراسة فالكلية وكنت فرحانة بزاف حيت ملقيتش مشكل فاللغة وحتى الامريكيين كان عندهوم انفتاح على الثقافات والديانات الاخرى من غير واحد الفئة اللي كتعتبر راسها فوق الناس. وهاد المجموعة كتكون مسيحيين ولا يهود متشبعين بافكار كتخليهوم يحسو بلي هوما اللي كيحميو العالم من الشر ومن قوى الظلام وهاد النوع التطرف ديالهوم اخطر من ديال المسلمين بعدة مستويات. فالكلية لقيت بزاف ديال المغاربة وتوانسة وفلغسطينيين كنت غير كنسمع شي كلمة بالغربية ولا كنشوف كحل الراس كنفرح وكنمشي كنجري لعندو ولكن من بعد ولفت وبدا كيجيني الامر عادي حيت اكتشفت بلي المغاربة والعرب غير مزلعين فامريكا.ولاو عندي اصدقاء كثار وعن طريقهوم قدرت نتهرب من سليم.معمرني هدرت ليكوم على سليم. هو شاب زوين وضريف ومتخلق ولكن رومنسي بزاف ومعندوش حدود. كيبغيني وديما كيحاول يبينلي ولكن انا كنتجاهلو وكنتفادى اي اصطدام اللي يخليه يعترفلي ويحطني امام الامر الواقع. بديت كنفكر نخرج من الشقة من بعدما جمعت فلوس الخدمة فالمركز اضافة لواحد العمل ضبرلي فيه واحد الشاب مغربي فمطعم مغربي. كنت متعددة المهام خدامة فكولشي حيت كنت بمجرد مكنحط رجلي فالمطعم كنحس براسي فالمغرب وفدار جدي بالخصوص وكنحس براسي فقمة السعادة. كندير كولشي وداكشي باش كان الحاج الرباع كيتعلى فيا اضافة انه عرف السبب علاش كنخدم. ولكن مزالة مترددة حيت خفت يلغي سليم الاقامة ديالي ويرجعوني للمغرب هادي ايلا محبسونيش وانا متشبتة بالحلم ديالي نولي دكتورة.ملي كتكون فالمغرب مكتكونش كتحمل كحل الراس وملي كتخرج لبرا كتولي كتقلب عليه بالشمعة والقنديل. وبصح البلاد عندها ريحة. غير كنسمعو بلي شي واحد من صحابنا رجع من البلاد كنبداو نشموه ونملسو عليه ههه بحال شي شهيد اللي فيه ريحة الجنة. بغيت نرجع للمغرب للصهد للزحام ديال الطوبيس لشنيولة. توحشت ريحة الزبل. لا هادي زدت فيها. الغربة كتقلبليك العقل ديالك كتولي بحال شي واحمة. كتولي كتحماق على داكشي اللي مكنتيش كتحمل.
كيما كان الحال كتبقى هديك بلادك تنفستي هواها وشربتي ماها وكليتي خبزها وضربتي زيت العود حتى جلختي وجهك وخرجاتلك من الصبعان. والمسمن والسفنج والشباكية. على ذكر الشباكية هنا داز رمضان احسن من المغرب حيت هنا كتفطر مع العرب كاملين. كنتجمعو كل نهار فالفطور فالمركز وكنلقاو جميع انواع الاكل الشهي . الامريكيين مساكن عندهوم شوية الجفاف فالطبخ ديالهوم ماشي بحال العرب والهنود يا سلااام اشمنك يا حلويات ويا بقلاوة ويا عوامة ويلا لادو ويا كولفي وبارفي ....لحد ديك الساعة كنت مرتاحة فحياتي حتى للنهار اللي خطبني فيه واحد الفلسطيني من سليم. سليم حمار وطلعلو الدم سمح فالسيد بلا جواب ورجع للدار بخال شي ثور. لقاني كنتعشى غير شافني برد ورجع لطبيعتو جلس حدايا وقالي شوفي بغيت نقوليك شي هدرة ونت الاحسن متتجاهليهاش بحال ديما حيت مبقيتش قادر نصبر . خليتك على خاطرك ولكن دبا غادي نهدر. عرفتها قفارت. قالي حنا ميمكنش نبقاو عايشين هكا بلا عقد شرعي وقبل ميكمل قلتلو اه راني عارفة راني جمعت شي فلوس وغادي نخرج نكري بوحدي.. ملقى ميقول قالي ولكن غير هنا حدايا. قلتلو لا بغيت نقرب للجامعة ونيت مكنحملش نركب فالميترو. مشينا واحد النهار قلبنا على شقة فعمارة فاش دخلنا بانت ليا العمارة شوية راقية واكيد غتكون غالية ولكن سليم قالي معليش هو راه طبيب كان كيخبي الفلوس غير باش منطلبش هاد الطلب ولكن رجعت قدرت نسكنبوحدي وداكشي باش عطاني الفلوس باش نفرش الشقة مزيان. المنظر مان رائع وخلاب. كنت فرحانة بالسكنة وخا بعدت على المركز وكنت كندوز ليه فاش كنمشي نزور سليم حيت ولفت وجودو فحياتي والدعابات ديالو واهتمامو بيا. كلشي غادي مزيان مع الناس اللي كنعرف والجيران حتى لواحد الليلة دخلت معطلة حيت كنت كنتقدى شي حاجة وسهيت وشافني واحد جاري نتعصب من داك النوع اللي حكيت عليه من قبل وغير دخلتوسديت الباب بدا كيدق وكيضرب الباب بالجهد وكيحاول يفرعو ويدخل عندي وكيغوت وكيقولي خرجي يا الارهابية وانا من الداخل كنقولو نتا هو الارهابي شكون اللي هاجم على الثاني .الجيران سمعو الفوضى عيطو للشرطة. كان صحيح ضرب الباب هرسو ودخل عندي قبل ميوصل عندي شدو واحد الجار ومنعو يدخل. . وصلات الشرطة وقفوه وحققو معاه وملي دخلو عندي عرفو علاش هجم عليا سجلو اقوال الجيران وعيطو لسليم حيت هو اللي كافلني. . جلسات معايا واحد الجارة كتواسيني وكتقولي كلامك صحيح باركك الله كنتي قوية وشجاعة وجاوبتيه. نزل سليم يقلب على شي قفل . طرق الباب هو وابن ديك الجارة و رجعت للدار ديال سليم حيت مقدرتش نبقى فديك الشقة. فالغد فالصباح كنت مزالة ناعسة ولا فايقة غير مبغياش نوض جا عندي سليم قالي شنو رايك فهدرتي قلتلو مبقاش عندي حل ثاني. فالغد تزوجنا فالمركز الاسلامي قدام الاخوان والاخوات المسلمين وفرحولي ومن بعد عرفو قصة الهجوم وواعدوني ياخدو حقي. رجعا للدار عروسة خايفة من جنابها.سليم كان فرحان وبدا كيتقرب مني ولكن انا فهمتو الوضع وقلتلو بلي مقبلاهش كزوج انا درت داكشي غير باش ميلقاش الله حجة عليا يوم القيامة. ولكن هو قالي ماشي شغلي اللي كيهمني اني تزوجت البنت اللي كنبغيها ومن حقي نعبر ليها على الحب ديالي. وشدلي فيدي وحاصر النظرات دياولي وقالي واحد النهار غادي تبغيني وغتنساي بلي كتعرفي شيواحد سميتو ربيع ولا عمرك عرفتيه. خرج وخلاني شداني الرعادة حيت انا اصلا نسيت ربيع فالنهار اللي كنت غادية ولقيت علامة الوايفاي فمقهى ودخلت للفيسبوك ولقيت غير رسالة وحدة من ربيع كيقولي بلي هو سافر للشمال باش يخدم. اما انعام لقيتها كترسلي رسالة كل يوم تقريبا. طمنتهوم على صحتي و نسيت شيحاجة سميتها الفيسبوك وربيع والحب. واحد النهار فالمركزكانو دايرين درس على الزواج والسكينة والمودة. وصدق الله تعالى في قوله وجعلنا بينكم مودة ورحمة. ثم في قوله وخلقناكم ازواجا. يعني نلع ولا ننزل انا وسليم تزوجنا فالسما وهو راه جزء مني وانا جزء متو علاش اللي منحاولش نفتح قلبي ليه والله تعالى يكمل من عندو وداكشي اللي كان وليت كنشوف سليم بطريقة اخرى كنخليه يقيسني يشدلي يدي يشوفلي فعيني يجلس حدايا وليت كنلبس حوايجو حيت الدوق ديالو زوين ودائما الملابس الرجالية مريحة بزاف. ومع الوقت وليت كنبغيه او ولينا ازواج حقيقيين.
رجعت نكتب من بعد مدة والسبب اني وسليم غنسافرو فعطلة للمغرب. تخيلو غنرجع نشوف عائلتي. توحشتهوم بزاف ولكن ما فيا مايبكي. انا وسليم ولينا ازواج حقيقيين . هادشي اللي كان خاصو يكون من زمان ولكن معرفتش شنو نقول لربيع ملي يجي عندي. شنو ندير ايلا كان مزال كيتسناني وانا تزوجت بسليم وعايشة حياتي.هاد الافكار مشوشاني بزاف ولكن سليم طمني وقالي كولشي غيكون مزيان مدام مقتنعة بهادشي اللي كديري. كيفاش وليت كنبغي سليم؟ معرفتش. الحب ديما لاصق فالزواج المهم ان هدا هو احسن قرار خديتو فحياتي. بعد اسبوع غنمشيو للمغرب. من بعد نكمل الكتابة. ماي2014... انا دبا فطيارة غادية للمغرب. ولا قولو وصلت للمغرب مطار الدار البيضاء تحت منا مباشرة. 8:30 راكبين فالسيارة وغاديين للدار. ههه سليم تجلاولو الحقائب ديالو فالمطار..... وانا كنكتب تفكرت بلي الهدايا ديال صحابي كانو عندو هو. مخسنيش نبقى نتشفى .......
دازت السيمانة عامرة موصلتش لهاد الكتاب باش نكتب النهاية ولا البداية مكينش فرق. وربما مكاينة لا بداية لا نهاية. كنت كنظن بلي القدر كيتفلا عليا ولكن الحمد لله هو عطاني غير شوية ديالي الدراما والاكشن والرمانسية فحياتي المملة والروتينية. ولو ممرضتش بالسرطان كنت غنمرض بمرض اخر السبب ديالو الخمول والكسل. دبا انا راني تقريبا طبيبة وكننصحكوم وياكوم والاهمال.متهملوش راسكوم متهملوش صحتكوم متهملوش مشاعركوم متهملوش الناس اللي محيطين بيكوم....... وصلنا للدار وانا حابسة بزاف ديال المشاعر اللي تبخرو ملي عرفت بلي مالين الدار بدلو السكنة وتحولو لحي ثاني.معندناش العنوان ورقم الهاتف عمرنا ردينالو البال باش نحفضوه. مشينا للثانوية ديال خويا ومن بعدما حكينا قصة حياتنا للحارس العام والمدير والكاتبة وعاملة النظافة عطاونا العنوان ورقم الهاتف واضطرينا نمشيو للجهة الثانية ديال المدينة وعاد قدرنا نلقاوهوم وبطبيعة الحال مكانش اللقاء شاعري كان كولو عتاب متبادل حيت حتى واحد معلم الاخر. من بعد اتصلت بربيع باش نشوفو ولحسن الحظ لقيتو كاين فالدار البيضاء. درنا موعد فواحد القهوة. وصلت قبل منو .بقيت جالسة كنلعب بالخاتم ديال الزواج وكنفكر كيفاش ندخل فالموضوع. شوية بانلي ربيع طالع فالدروج . تبدل ولا راجل وباسنة فيه ضابط من النظرة اللي تفحص بيها ارجاء المقهى. بانتلي من وراه انعام. وصلو عندي سلمت عليهوم. خبيت يدي تحت الطبلة وبقينا كنهدرو. شوية بقاغير الصمت. تشجع ربيع حيت هو الراجل بيناتنا وقالي وهو متوتر بلي هو تزوج بانعام حليت فمي وبقيت كنشوف فانعام مسكينة خايفة وحشمانة وقريبة تدخل فالارض حيت بالنسبة ليهاهادي خيانة ولكن انا فاجاتهوم بديت كنضحك. جبدت يدي حطيتها فوق الطبلة وقلت ليهوم حتى انا تزوجت بسليم. ناضت انعام ضرباتني لراسي وعاودنا تعانقنا وحنا كنرتاحو ههه. عاودولي بلي ربيع من الاول كان معجب بانعام وداك النهار هو غير طاحلو الضغط بالتوتر ديال الامتحان وتبع انعام حيت عرفها غادية للمستشفى ولكن هي المجرمة فرضات عليه يلعب داك الدور قدامي باش نبرا. وهو مقدرش يرفض الطلب ديال البنت اللي كيبغي. وهادشي كولو داروه باش ترجعلي الرغبة فالحياة ومنموتش ولكن انا هي عائشة اللي مزالة غتعيش اللي مغتموتش حيت عايشة فالذاكرة ديالكوم......... النهاية

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق